بسم الله الرحمن الرحمين
(تحريفات الشرح والتعليل )
كثير من النصوص التي تذكر في العهد الجديد وهي مبدوءة بلفظة (لأن ) وجد فيها مشاكل كثيرة في المخطوطات ,,,
الناسخ كثيرا ما كان يدرج من خياله نصوص للتفسير والشرح . ويسبقها بلفظة (لأن).
فعلي سبيل المثال:-
((1)) مثال لتفسير تمكن بالفعل من الدخول لنص الكتاب وهو مزور:-
( إشكالية ملاك البركة يوحنا 5: 3-4):-
٣فِي هذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ
كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ
الْمَاءِ.
٤لأَنَّ مَلاَكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ.
العدد الرابع بالكامل مزور , تم إقحامه في النص وانتشر هذا التحريف بعد ذلك في المخطوطات . وهو مبدوء بكلمة (لأن ).
راجع الإشكالية بالتفصيل
(تحريف نص ملاك البركة )
نجد هنا أن الناسخ أراد أن يفسر سبب اجتماع المرضي عند البركة ! لم يسعفه شئ في الفقرة يبرر سبب اجتماعهم فقام باختراع السبب وهو ( ملاك البركة الشافي )!
في هذا المثال تمكن التزوير بالفعل من الدخول لنص الكتاب المقدس .
((2)) مثال لتفسير من الوارد أن يكون مزورا ( احتمالية ) :-
(الاحتمالات كفيلة بإسقاط الثقة في عصمة الكتاب)
يوحنا 4-9
٩فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ:"كَيْفَ
تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟"
لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.
SCR John 4:9 λέγει οὖν αὐτῷ ἡ γυνὴ ἡ Σαμαρεῖτις, Πῶς σὺ Ἰουδαῖος ὢν παρ᾽ ἐμοῦ πιεῖν αἰτεῖς, οὔσης γυναικὸς Σαμαρείτιδος οὐ γὰρ συγχρῶνται Ἰουδαῖοι Σαμαρείταις
هذا النص بهذه الصيغة موجود في أغلب المخطوطات .
لكن هناك مخطوطات : 1-هامة 2-مبكرة 3-عائلات نصية مختلفة ليس فيها مقطع (" لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ =οὐ γὰρ συγχρῶνται Ἰουδαῖοι Σαμαρείταις ).
وهي :
(1)
النص السكندري :-
اليوناني : السينائية من القرن الرابع
القبطي : المخطوط الفيومي من القرن الخامس
(2)
النص الغربي :-
اليوناني : بيزا من القرن الخامس
اللاتيني : فيرسليينسز ق 4 – بوبينسز ق 5 – كانتابريجينسس ق5-
بلاتينوس ق5- سارزانينسس ق6
#المخطوطات التي تشهد لقراءة الحذف من التعليقات النقدية لعالم النقد النصي فيلند فيلكر:-
A Textual Commentary
on the
Greek Gospels
Vol. 4
John
BY
WIELAND WILLKER
مخطوطات قراءة الحذف من الجهاز النقدي CNTTS :-
H. Milton Haggard Center for New Testament Textual Studies. (2010). The Center for New Testament Textual Studies: NT Critical Apparatus (Jn 4:9). New Orleans Baptist Theological Seminary.
شواهد قراءة الحذف من نسخة الUBS النقدية
# المقطع محذوف من نسخة تشيندورف النقدية :-
TIS John 4:9 λέγει αὐτῷ ἡ γυνὴ ἡ Σαμαρῖτις· πῶς σὺ Ἰουδαῖος ὢν παρ᾽ ἐμοῦ πεῖν αἰτεῖς
γυναικὸς Σαμαρίτιδος οὔσης; (Joh 4:9 TIS)
نسخة ويست كوت وهورت وضعت المقطع بين قوسين مما يعني أنه مزور
تصريح نسخة ويست كوت وهورت بمعني وضعها للمقطع بين قوسين : أنه تحريف غربي المنشأ
النص غائب من المخطوطة بيزا من القرن الخامس
شكل النص بالأحرف الكبيرة لمن لا يعرف اليونانية
ثم صورة المخطوطة حيث المقطع المظلل بالأحمر محذوف
ستجد الكلمة المظللة بالأصفر "سامرية" هي آخر كلمة في العدد التاسع وملتصقة بالكلمة المظللة بالأخضر" أجاب " في المخطوطة وهي أول كلمة في العدد العاشر
نفس الحال في السينائية من القرن الرابع المقطع محذوف
ملاحظة : المقطع مكتوب في هامش االمخطوطة السينائية بخط ناسخ متأخر من القرن السابع معروف برمز Xca عند العلماء وهو ناسخ كان يقوم بإقحام القراءات البيزنطية لنص المخطوطة السينائية , لاحظ في نسخة اليوبي إس ستجدها ذكرت المخطوطة السينائية ضمن شواهد قراءة الإضافة لكنها وضعت بجوار رمز السينائية رقم 1 , ثم ذكرتها أيضا في شواهد قراءة الحذف ولكنها وضعت علامة نجمة , والرقم واحد يعني =قراءة بإضافة ناسخ القرن السابع المتأخر , والنجمة تعني = القراءة كما كتبها الناسخ الأصلي
( هذه مسألة متعارف عليها بين العلماء والنسخ النقدية : أن تضع بجوار قراءة المصحح المتأخر رقم معين وتضع بجوار القراءة الأصلية رمز نجمة )
وهذا تصريح اللجنة المسئولة عن النسخة بهذه المسألة
مما سبق نص إلي أن هناك اختلاف بين مخطوطات القرون الخمسة الأولي .
قواعد النقد النص كلها قواعد تخمينية تطرأ عليها الاحتمالات , فمثلا قاعدة الأقدم هو الأصح كسرت كثيرا من قبل كثير من معتنقيها , وقاعدة الأكثر هو الأصح مرفوضة من أغلب النقاد , وأحيانا تتقدم الأقدمية العقلية ( الاحتمالية النسخية) علي الأقدمية المادية ( تاريخ المخطوط) كما صرح بعض كبار النقاد مثل بروس متزجر حيث صرح بضرورة التخمين عند وجود القراءة الأصعب في مخطوطة واحدة مقابل باقي الشواهد :-
The text of the nt 4th
ed.
Bruce M metzger& Bart
ehrman
Pg-304
The
critic must
know when it is appropriate to give primary consideration to one
type of evidence and not to another. Since textual criticism is an
art as well as a science, it is understandable that in some cases different
scholars will come to different evaluations of the significance of the evidence.
This divergence is almost inevitable when, as sometimes happens, the evidence is so divided that,
for example, the
more
difficult reading is found only in the later witnesses.
(الناقد
يجب أن يعرف متي يعطي أولوية لأحد الأدلة علي الآخر. لأن النقد النصي فن
كما هو
علم, من المفهوم أنه في بعض الحالات
العلماء يعطون تقييمات مختلفة
للأدلة. هذا
الاختلاف غالبا يكون لا مفر منه في بعض الحالات مثل أن تكون القراءة
الأصعب توجد
في مخطوطة متأخرة واحدة)
ويصرح بأن المسألة تعتمد علي التخمينات والظنون
The text of the nt 4th
ed.
Bruce M metzger& Bart
ehrman
Pg343
none of the variant readings will commend itself as
original, and one will be compelled either to choose
the reading that is judged to be the least unsatisfactory or to
indulge in conjectural emendation.
(لا توجد قراءة من القراءات المختلفة يمكن أن تعتبر نفسها أصلية.
والمرء مجبر علي
إما قبول القراءة المعتبرة أقل رفضا أو يدخل في التخمينات والظنون)
لست الآن بصدد التفصيل في إثبات هشاشة قواعد النقد النصي واعتمادها علي التخمين والاختلافات الشديدة بين المدارس النقدية المختلفة بل وبين أصحاب المدرسة الواحدة ...فهذا سأفرد له بحثا آخر بإذن الله .
ما يمكنني أن أقوله في هذه الإشكالية :-
1- قواعد النقد النصي ترجح قراءة الإضافة .
2- هشاشة قواعد النقد النصي تجعل أي احتمال وارد, فمع ضياع الاصول واختلاف المخطوطات وهشاشة قواعد الترجيح التي لا تغلق باب الاحتمالات تبقي الإشكالية قائمة ! أي القرائتين صحيح ؟
فلو كانت قراءة الحذف فهذا يثبت قيام أغلب النساخ بإقحام التفسيرات في نص الكتاب
ولو كانت قراءة الحذف خطأ فهذا يثبت نفس الشئ في حق بعض النساخ لمخطوطات هي من أهم المخطوطات علي الإطلاق...مما يثبت وجود هذا التوجه لدي النساخ ويسقط دعوي (( أمانة االنساخ )).
هذين المثالين يثبتان وجود توجه لدي النساخ في إضافة وإقحام التفسيرات لنص الكتاب ...
التوصية : لا تثق كثيرا في أي نص مسبوق بأداة التعليل (لأن) , فالنساخ كانوا يستعملون قاعدة ( الحرف يقتل ) العبثية ويقحمون نصوصهم في متن الكتاب للشرح والإيضاح !!
وما خفي كان أعظم ....
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق