Translate

الأربعاء، 19 يونيو 2019

مشكلة النص الابتدائي


فيديو المحاضرة
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة النص الابتدائي
Initial text problem

توجد عدة احتمالات بخصوص ما يمكن أن يكون قد حدث للمخطوط الأصلي لنص العهد الجديد
الاحتمال الأول :
1-    أن يكون النسخة الأصلية قد نسخ منها مباشرة عدة نسخ , ولتكن على سبيل المثال5.
2-    ثم هذا الجيل الثاني من المخطوطات قد وصل إلينا كله عبر النسخ التي نسخت عنه

في هذه الحالة فإنه عند وجود اختلاف بين المخطوطات فإن المقارنة بينها كفيلة بتحديد القراءة الأصلية بنسبة 100%

الاحتمال الثاني:

1-    أن يكون الأصل قد نسخ منه مباشرة عدة نسخ وليكن 4  مثلا
2-    بعض هذه النسخ لم يصل لنا منها أية صور أو أحفاد ولتكن المخطوطة رقم 4 , لكن باقي المخطوطات (1, 2, 3) قد وصلتنا صورها

في هذه الحالة فإنه عند وجود اختلاف بين المخطوطات فإن هناك احتمالية لأن تكون القراءة الصحيحة هي القراءة التي كانت محفوظة في النسخة الضائعة , وبالتالي نسبة الحصول على القراءة الصحيحة = 75% فقط , لضياع 25% من النسخ.

الاحتمال الثالث :
أن يكون الأصل قد نسخ منه نسخة واحدة فقط( نسخة أولى , نسخة ابتدائية , initial text ) , هذه النسخة هي التي نسخ منها 5 نسخ , وهذه الخمسة نسخ منها 10  ثم مائة ثم ألف وهكذا ...

في هذه الحالة فإنه عند وجود اختلاف بين المخطوطات فإن المقارنة بين المخطوطات عاجزة عن تحديد القراءة الصحيحة, لا يوجد أمل , وذلك لأننا وقتها نقارن بين نسخ هذه النسخة الابتدائية  , وليس بين نسخ الأصل نفسه , ولا ندري درجة أمانة ومهارة هذه النسخة الابتدائية , هل نقلت النص كاملا بدقة ؟ هل تعمدت التحريف الجزئي ؟ هل تعمدت التحريف الكلي ؟


(الاحتمال الأول)



(الاحتمال الثاني)



(الاحتمال الثالث)




هذه الاحتمالية تؤثر على قيمة النقد النصي , وعلى قيمة هذا العدد الضخم من مخطوطات العهد الجديد ( أكثر من 22 ألف مخطوط) , يجب أولا حسم هذه القضية حتى يصبح للمخطوطات قيمة وللمقارنة بينها قيمة .
بقاءها كاحتمالية هو في حد ذاته كافي لهز الثقة , لكن توجد قرائن عديدة تجزم بأن هذا الأمر قطعي ومؤكد , بالفعل كانت كل النسخ تعتمد على نسخة واحدة فقط مبكرة , ليست هي الأصل, وإنما مأخوذة منه , أو ليست مأخوذة منه بل حلت محله ! لا ندري  منها :

]1[ الاختلافات الهامة والمؤثرة ذات المغزى والهدف :
مثل إشكالية الفاصلة اليوحناوية الشهيرة (يوحنا الأولى 5: 7) يؤمن المدافعون عن النص الحالي بصحتها , لكن كما نعرف جيدا أن جميع المخطوطات اليونانية ليس بها هذا النص طيلة القرون الخمسة عشر الأولى ونفس الشئ جميع المخطوطات القبطية بعائلاتها الستة وجميع المخطوطات السريانية بعائلاتها الستة وجميع المخطوطات الأرمينية والجورجية والسلافية , وجميع المخطوطات اللاتينية القديمة , وجميع مخطوطات الفولجاتا قبل القرن السابع .
وغير موجودة سوى في النسخ المتأخرة زمنيا من الفولجاتا

فما تفسير  المدافعين لهذا الغياب المذهل ؟
تفسيرهم هو أنه قد حدث خطأ بصري حيث أن هذا النص والذي بعده ينتهيان بنفس العبارة ( هم واحد) فوقع بصر الناسخ على النهاية الثانية فأسقط النص الأول , وهذا يعرف باسم (خطأ النهايات المتشابهة homeoteluton ).
هذا التفسير بالتأكيد خاطئ لأن عدد المخطوطات وتنوعها العائلي والجغرافي يجعل من المستحيل أن يخطئوا جميعا نفس الخطأ البصري , فتقريبا كل مخطوطات العهد الجديد تحذف النص من جميع العائلات النصية المتصارعة ( السكندرية , البيزنطية , القيصرية , الغربية) من جميع الأزمنة , من الممكن أن يخطئ شخص , شخصان , أما أن يخطئ كل من ينسخ النص !! فهذا غريب لدرجة الاستحالة , وكأن هذا النص أرض منزلقة كل من نسخه انزلق!!

فلم يعد أمام المدافعين سوى شيئان :
1-    الاعتراف بأن النص مزور
أو
2-    الإصرار على أنه خطأ بصري , ووقتها لا يوجد تفسير يفسر كيفية وقوع هذا الخطأ البصري وانتشاره في هذا العدد المذهل من مخطوطات العهد الجديد من كل أنحاء العالم سوى أن هذه المخطوطات كلها اعتمدت ذات يوم على نسخة واحدة فقط , هذه النسخة ليست هي الأصل , وكان فيها هذا الخطأ البصري , فنقلوه بالتبعية , وهذا يثبت وجود نسخة ابتدائية خلف التقليد المخطوطي .

ويمكن أن تقيس على هذه عدة أمثلة أخرى


  

]2[ الاختلافات غير المؤثرة على المعنى :

لنأخذ مثالين :
-        المثال الأول :
متى 23: 3

(1)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ : واشنطن ,سانجللينسيز, 0102, العائلة رقم13 ,33 ,565,579, أغلب المخطوطات اليونانية,السريانية البشيطا, الهرقيلينية,q
(2)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ : بيراتينوس , 18
(3)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ أن تحفظوه فاحفظوه واصنعوه : 8
(4)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ أن تحفظوه فاحفظوه واصنعوه , افعلوه: 2
(5)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ اصعنوه, احفظوه, وافعلوه: 700
(6)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ اصنعوه, احفظوه : تشندورفيانوس , 12
(7)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ اعملوه واحفظوه : الفاتيكانية, ريجس, دوبلينينسيز,كورديثيانوس, 0281 ,124, 22, 892, القبطية الصعيدية, القبطية البحيرية
(8)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ اعملوه : السينائية, السريانية السينائية, قبطية مصر الوسطى
(9)  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ احفظوه وافعلوه: بيزا, العائلة رقم (1), 652 , 2597, أوريوس ,  بيزا اللاتينية
(10)                  فَكُل مَا قَالُوا لَكُمْ اصغوا له وافعلوه : السريانية الكيورتونية



- المثال الثاني (متى 23: 4)





التعليق:
لا يمكن تفسير هذه الاختلافات بأن لها دوافع متعمدة , لأنها في النهاية تؤدي نفس المعنى
ولا يمكن تفسير  سبب هذه الاختلافات بأن النساخ ينقلون النصوص بالمعنى وذلك لسببين :
1-    لماذا هذا النص بالذات نقلوه بالمعنى في حين أن باقي النصوص نقلوها حرفيا ؟
2-    لماذا النص الذي تجد أحد النساخ قرر نقله بالمعنى تفاجئ بأن الكثيرين أيضا من أماكن مختلفة قد قرروا نفس الأمر ونقلوه بالمعنى ؟ مستحيل أن يكون هذا قرار مشترك فيما بينهم لكونهم من أماكن وأزمنة مختلفة.
النقل بالمعنى لا يفسر ظاهرة ( الاتفاق على النقل بالحرف ثم الاتفاق على النقل بالمعنى بين مخطوطات يستحيل أن يقع بينها اتفاق متعمد) فتجدهم كلهم نقلوا بالحرف نفس النص( أي نص) , ثم كلهم نقلوا بالمعنى نفس النص(نص ثاني) أيضا ؟!!!
وكأنه توارد خواطر!!
كأن شيئا يوحي لكل النساخ المنتشرين في كل حوض البحر الأبيض وعبر أزمنة مختلفة :
" أيها النساخ , النصوص من 1 إلى 5 سننقلها حرفيا , لكن النص رقم 6 سننقله بالمعنى " !!
بالطبع غير منطقي.

لهذا لا يوجد تفسير منطقي سوى (الإشكالية الابتدائية ) , لقد اعتمدت كل هذه النسخ ( أو آبائها) على نسخة واحدة مبكرة قديمة , ليست هي الأصل, هذه النسخة كان النص فيها غير واضح , بحيث أن جزء منه واضح والباقي تالف , فقام كل ناسخ بتخمين الباقي , وبعضهم اكتفى بالواضح وترك التالف. ومما يؤيد ذلك أن كلا المثالين في نفس الموضع من المخطوط( 23: 3) و ( 23: 4) وعندما يحدث تلف في موضع نص فإنه غالبا ما يطال بعض النصوص المجاورة له , بما يفسر سبب أن هذين النصين تحديدا هما اللذان فيهما هذه الظاهرة " اختلافات كثيرة لكن غير مؤثرة على المعنى"



والحمد لله رب العالمين ,
 تحميل البحث هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق