Translate

الأحد، 16 يونيو 2019

هل حقا الاختلافات بين المخطوطات طفيفة ؟

هل حقا الاختلافات بين المخطوطات طفيفة ؟

كثيرا ما نسمع عبارة ( الاختلافات بين المخطوطات طفيفة وغير مؤثرة ) , وكثيرا من نسمع عبارة (عدد الاختلافات المهمة لا تزيد عن 1%)
قد ناقشت هذا الأمر بالتفصيل في بحث بعنوان (التهوين من قيمة وعدد المشكلات النصية ) هنا

ومن أهم النقاط في هذا الموضوع أن كثير جدا من المشكلات النصية التي يعتبرها المسيحي غير مهمة هي بالفعل مهمة وخطيرة للغاية , وهذا أحد الأمثلة , اخترته لأنه يتوفر فيه أمران:
  1. الشخص الغير مدقق سيتوهم لأول وهلة أنه اختلاف طفيف وغير مؤثر
  2. تجاهله عدد من النسخ والتعليقات النقدية الكبري التي تناقش المشكلات النصية المهمة
المشكلة التالية لم تذكرها لجنة الUBS النقدية الشهيرة في نسختها الشهيرة GNT وهي اللجنة التي أخذت على عاتقها أن تذكر المشكلات النصية (ذات الأهمية في تفسير النص) أي التي تؤثر على معنى النص, ورغم ذلك لم تناقشها , ونفس الشئ لم يناقشها فليب كومفرت في كتابه الشهير (التعليق على نص وترجمة العهد الجديد) وهو الكتاب الذي ناقش فيها المشكلات المهمة , وربما يراها القارئ لأول وهلة مشكلة غير مؤثرة .
متى 20: 17  [وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: 18«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،]
القراءة الأولى: يسوع صاعدا Καὶ ἀναβαίνων ὁ Ἰησοῦς القراءة الثانية : يسوع مزمع أن يصعد μέλλων  δὲ   ἀναβαίνων Ἰησοῦς ​​​​​​​
التعليق:يخبرنا النص رقم(20: 29)  أن يسوع كان مازال بأريحا طيل المدة السابقة والآن فقط سيغادرها :
(وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ)
لكن يخبرنا النص رقم (17) أنه كان قرر مغادرة أريحا بالفعل قبل ذلك وقد أخذ طريقه للقدس (وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ) وتحدث على انفراد مع التلاميذ في الطريق المؤدي للقدس (عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ), فكيف يقول النص رقم (29) أنه حتى الآن مازال بأريحا والآن فقط قرر مغادرتها , في الوقت الذي يخبرنا فيه العدد رقم 17 أنها غادرها من فترة ؟لهذا قرر النساخ إضافة لفظة (مزمع أن يصعد) حتى يجعلوه لم يغادر القدس في العدد (17) وإنما قرر فقط ولم ينفذ بعد .
المخطوطات الداعمة للقراءة الثانية: المخطوطة الفاتيكانية واحدة من أقدم مخطوطتين لهذا الإصحاح من إنجيل متى ,من القرن الرابع , بالإضافة لعدد من المخطوطات القبطية الصعيدية , والقبطية البحيرية , وجميع مخطوطات البشيطا , ومخطوطات العائلة رقم 1 ( تقريبا 13 مخطوط), واستعملها أوريجانوس.
القراءة الثانية تتمتع ب:
1- أقدمية زمنية , فلا توجد مخطوطة أقدم من الفاتيكانية تحتوي على هذا النص ( ق4)
2-تنوع عائلي وجغرافي : الفاتيكانية (من العائلة السكندرية ) , البشيطا ( من العائلة البيزنطية), العائلة رقم 1(من العائلة القيصرية) , أوريجانوس(سكندري/قيصري).

هنا أنا لا أناقش أي القرائتين هي الأصح , وإنما أناقش شيئان :
[1] هذا الاختلاف (الطفيف) هل هو بالفعل طفيف ؟ إذا قمت بإحصاءالمشكلات المهمة هل كنت ستقوم باحتسابه ؟ هذا هو (التهوين من خطورة كثير من المشكلات)
[2]وجود توجه عند النساخ للتحريف المتعمد بهدف إزالة التناقضات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق