بسم الله االرحمن الرحيم
تأثير الخلاف
الكاثوليكي الأرثوزكسي على نص العهد الجديد
بعد مجمع خلقدونية الشهير انقسمت
الكنيسة حول طبيعة المسيح لقسمين :
(1)
قسم يقول
بأن المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة (الأرثوزكس)
(2)
قسم يقول
بأن له طبيعتان ومشيئتان
-
مذهب
الأرثوزكس هو أن لا تنسب الأفعال البشرية للناسوت فقط , ولا تنسب الأفعال الإلهية
للاهوت فقط , بل الإله المتجسد هو الذي أكل وشرب , الإشكالية في هذا المذهب هو أنه يجعل الله له
صفات بشرية , حيث أنه يجعل الجسد هو جسد الإله نفسه , وليس مجرد حلول أو التصاق أو
مصاحبة , بدليل أن ما يقع على الجسد ينسب للإله , وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إن كان
الجسد جسده :
(وكان
نتيجة هذا الإتحاد العجيب هو الإله المتأنس الذي يجمع بين صفات الطبيعة الإلهية
وصفات الطبيعة البشرية)
كتاب حتمية التجسد الإلهي - كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس - سيدي بشر
– الإسكندرية 41- ما معنى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين؟
الإله هنا اكتشب صفات بشرية , بمنتهى
الوضوح , صار له جسد , عنده جسد, ليس فقط حلول بداخله كما يؤمن النساطرة.
-
مذهب
الكاثوليك مشكلته الناتجة عن الفصل بين الإله والجسد , هو إسقاط عقيدة الفداء
والصلب , فإن كان الذي مات على الصليب هو الناسوت وليس الإله المتجسد فإنه وقتها
لم يفد الله العالم , لم يبذل الله ابنه الوحيد , بل الذي بذل على الصليب كان مجرد
إنسان , كما أنه وفقا للكتاب فإن الإنسان لا يحمل ذنب إنسان بل كل إنسان بخطيته
يقتل.
فهما بين مأنس للإله
من أجل تحقيق الفداء , وبين رافض للتأنيس لكنه دمر الفداء.
هذا الأمر كان له صدى في المخطوطات ,
وجدت محاولات من النساخ لإضافة وحذف ألفاظ من أجل دعم أو طمس أدلة عقيدة ( الطبيعة
الواحدة ) و (الطبيعتين )
مثال متى 28 : 6
6لَيْسَ
هُوَ هَهُنَا،لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي
كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.
انظر الجدول , حيث اختلفت المخطوطات فيما بينها حول هذا النص على ثلاث
قراءات:
المطالع للأدلة الأرثوزكسية بخصوص
إثبات عقيدة الطبيعة الواحدة سيجدها تنحصر في :
( توجد نصوص في العهد الجديد تنسب
الأعمال الواقعة على الجسد تنسبها إلى الرب , وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إن كان
الناسوت ناسوته وإلا ما نسب ما وقعه عليه إليه )
مثل :
(لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب
المجد : نسب الصلب لرب المجد رغم أن المصلوب هو الناسوت , ولولا أن الجسد جسده ما نسبه
إليه , دل على وحدة الطبيعة .) وعلى هذا فقس
هنا في متى 28 : 6 نجد تأثير الصراع
الكاثوليكي الأرثوزكسي بخصوص عقيدة (وحدة الطبيعة) على النص. فبسبب الاختلاف
الحاصل بين المخطوطات حول لفظة (الرب) فيمكننا أن نقول إما أنها إضافة أرثوزكسية
أو حذف كاثوليكي , الإضافة بهدف جعل النص ينسب الاضطجاع للرب , مع أن الذي اضطجع
هو الناسوت , أي أن ما يقع على الناسوت ينسب للاهوت وبالتالي هناك وحدة طبيعة بين
اللاهوت والناسوت , والحذف بهدف حرمانهم من ذلك .
ولفظة (جسد) هي إضافة كاثوليكية
هدفها حرمان الأرثوزكس من أحد أدلتهم على وحدة الطبيعة , فالذي كان راقدا هو جسد
الرب وليس الرب , حيث تحول النص , بدلا من أن يقول :
(الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.) =
الرب مضطجع
(الَّذِي
كَانَ جسد الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.)= الرب لم يضطجع.
فالكتاب لم ينسب (ما يقع على الجسد للرب) وهي
حجة الأرثوزكس الرئيسية في إثبات وحدة الطبيعة .
فيما يلي تفصيل بالمخطوطات الداعمة
لكل قراءة
الحمد لله رب العالمين