Translate

الاثنين، 21 يناير 2019

جدوى الاقتباسات الآبائية في تكوين نص العهد الجديد

[ الأصل في اقتباسات الآباء الشك]_ إيرازموس

إيرازموس هو مؤسس النص الحالي المنتشر للعهد الجديد ، وشهادته بهذا الاعتبار لها وزن كبير.
لما يئس المسيحيون من مخطوطات العهد الجديد بسبب الاختلافات والتحريفات الكثيرة التي بها ، لجأوا إلى محور آخر لإثبات موثوقية نص العهد الجديد فقالوا :
" الآباء اقتبسوا كثيرا للغاية من نص العهد الجديد، ويمكننا الاعتماد على هذه الاقتباسات"
هناك مشكلات كثرة للغاية تعاني منها اقتباسات الآباء ، وقد ذكرت كثيرا إحدى أهم هذه المشكلات وهي :
( تغيير الاقتباسات لدعم النص المنتشر)
كان النساخ إذا وجدوا الأب قد اقتبس النص بشكل مخالف لنسخة العهد الجديد الموجودة في بلدهم فإنهم يقومون فورا بإزالة الاقتباس ووضع النص في كتابات الأب كما هو موجود في نسختهم !!
هذا الأمر انتشر بصورة شديدة للغاية ، لدرجة جعلت العلماء يرفضون نتائج جون بيرجون التي جمع فيها 86 ألف اقتباس آبائي بسبب بسيط وهو :
" أن بيرجون اعتمد على موسوعة الباترولوجيا جريكا آند لاتينا ( موسوعة كتابات الآباء اليونان واللاتين)" وهي موسوعة لم تفرق بين :
" الاقتباس الحقيقي " و " الاقتباس المعدل أو المصطنع "
لمن أراد المزيد من الأمثلة يمكنه مراجعة بوستاتي القديمة ، فقد أكثرت من الأمثلة بخصوص هذا الأمر ، ومراجعة هشتاج ( جدوى اقتباسات الآباء)
عندما يشهد إيرازموس له المجد بهذا الأمر فأنا أعتقد أنه لم يعد للمسيحي أي حجة ، فها هو مؤسس النص الحالي نفسه يسقط موثوقية اقتباسات الآباء
وسترى بنفسك في المقال أن إيرازموس وضع قاعدة مفادها :
(( لا تثق في اقتباسات الآباء إلا بعد عمل كذا .....))
شهادة إيرازموس بقيام النساخ بتغيير اقتباسات الآباء :
[1] تغيير اقتباسات أوريجانوس لتوافق النص المنتشر في أوربا ( الفولجاتا) :
- يقول في طبعة سنة 1535م في تعليقه على نص رومية 2: 15 :-
[ لقد اعتاد النساخ على تصحيح اقتباسات الأقدمين بما يوافق نسخة الفولجاتا التي لدينا، مواظبة هؤلاء على التصحيح بما يوافق الفولجاتا (أدت إلى) تحريف العديد من الفقرات في كتابات المؤلفين القدماء بنصوص مقتبسة من الكتاب المقدس.]
[scribes are accustomed to emend the citations of the ancients according to our Vulgate edition;35 the assiduity of those who have emended, according to the Vulgate edition, texts quoted from Scripture has corrupted many passages in the ancient authors.]
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg37. (2006)
- وفي تعليقه على رومية 11-5 طبعة سنة 1527م يصرح إيرازموس بقيام النساخ بتغيير اقتباسات لأوريجانوس ، يقول جان كرانز :
[ في نفس التعليق ، لكن في (طبعة) 1527م ، يصرح إيرازموس أن الترجمة اللاتينية لتفسير إيرازموس لا تعكس دائما وجهة نظر أوريجانوس : " مع ذلك فقد أوضحت أن المترجم الخاص به – بترجمة كتاباته- كان يتصرف بحرية كبيرة في هذه التفاسير .]
[In the same note, but already in 1527, Erasmus states that the Latin version of Origen’s commentary does not always reflect Origen’s personal views: “Nevertheless I have pointed out that his translator took great liberties with those commentaries”]
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg37. (2006)
[2]تغيير اقتباسات المفسرين اليونانيين لتوافق الفولجاتا :
في طبعة سنة 1527 م في فهرس التعليقات القصير يقول :
[ هؤلاء الذين ترجموا تفاسير المؤلفين اليونانيين ، ولأسباب غير معروفة لي ، فضلوا أن يستعملوا ترجمة الفولجاتا بدلا من كتابة ما هو موجود بالفعل في الكتب اليونانيةى. لذلك فإنه عادة لا يتفق التفسير مع الترجمة .]
“... those who thus far translated the commentaries of the Greek writers, for reasons unknown to me, preferred to use the Vulgate translation rather than to express what the Greek books actually had. Therefore, it often occurs that the interpretation does not agree with the translation.”
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg37. (2006)
ملاحظة : لفظة " تصحيح" تعني التصحيح من وجه نظر هؤلاء المحرفين .
[3] تغيير اقتباسات تفسير ثيوفيلاكت لتوافق الفولجاتا :
يقول جان كرانز :
[ تفسير ثوفيلاكت كمثال ، يقول (إيرازموس) :
" في كل مكان نجد المترجم يفرض الفولجاتا (فرضا)."[ يقصد أنه يفرض قراءات الفولجاتا بإقحامها في تفسير ثوفيلاكت ]
[Theophylact’s commentary, for instance, he writes: “Everywhere the translator imposes our Vulgate edition”]
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg38. (2006)
[4] يشكك في اقتباسات الآباء عموما ما لم تكن مدعومة بالشرح :
وضع إيرازموس قاعدة " القراءة الآبائية إذا لم تكن مدعومة بتفسير الاب فهي مشكوك فيها" لأنه لاحظ أن المترجمين كانوا يحرفون الاقتباس الآبائي ، لكنهم لم ينتبهوا إلى شرح الاب للنص ، حيث يفضهحم تفسير الأب الذي كثيرا ما يتعارض مع هذه القراءة المقحمة .
فالقاعدة هي " الأصل في القراءات الآبائية الشك وخصوصا القراءة الآبائية الموافقة للفولجاتا إلا إذا قام الأب بتفسيرها"
ينقل جان كرانز عن إيرازموس هذه القاعدة التي استعملها في مراجعة نص العهد الجديد قائلا :
[ إنه نفسه شك في كل قراءات الآباء، خصوصا تلك القراءات التي تتفق مع الفولجاتا، عندما لا يتم تأكيدها بتفسير الأب للنص كما هو موجود في تفسيره اللاحق.]
[He himself mistrusted each reading in the Fathers, especially those readings which agree with the Vulgate, when it was not confirmed by the Father’s interpretation of the text as found in his subsequent commentary.]
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, intro., pg14. (2006)
ويقول جان كرانز :
[ من الواضح بالفعل أن إيرازموس وضع مبدأ عدم الثقة في القراءة الآبائية إذا وجدت في نصه ولكنها غير مؤكدة بتفسيره.]
[Erasmus actually seems to develop as a principle a mistrust of a Father’s reading if what is found in his text (‘in contextu’) is not clearly confirmed by his commentary]
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg38. (2006)
أمثلة لتشكيكه في اقتباسات بعض الآباء مستعملا هذه القاعدة:
(1) ذهبي الفم :
1- في طبعة سنة 1535م ، في تعليقه على كورنثوس الأولى 9: 23 يقول إيرازموس :-
] ذهبي الفم يقرأ " كل شئ παντα" ، رغم ذلك فإنه (و) من خلال شرحه ليس من الواضح بما يكفي أي قراءة قرأ.[
“Chrysostom has παντα, though from his explanation it is not clear enough what he read”
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg38. (2006)
2- بخصوص قراءة في تيموثاوس الأولى 6: 19 يقول إيرازموس :
[ على الجانب الآخر، فإن ذهبي الفم يقرأ " الأبدية" ، لكنه لا يضيف شيئا في تفسيره حيث يمكننا التأكد مما قرأ .]
“On the other hand, Chrysostom reads ‘eternal’, but he adds nothing in his interpretation from which it would be proven what he read”
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg38. (2006)
(2) أمبروسياستر :
1- يعتبر لفظة " لذلك " مقحمة على اقتباس أمبروسياتسر ، يقول إيرازموس :
" ورغم ذلك فإنها – لفظة " لذلك"- مضافة عند أمبروسيوس " أمبروسياستر"
“though it is added in Ambrose [Ambrosiaster]” (“licet addatur apud Ambrosium”);
يكمل جان كرانز الكلام قائلا :
[هذا التنازل – سماه كرانز تنازلا أن ينسب إيرازموس قراءة لأب بدون تشكيك- بدوره تعدل سنة 1522 :
" في النص – أي موجودة في النص- ورغم ذلك فإنه في التفسير ليس واضحا ما هي قراءته ".]
this concession is on its turn relativized in 1522: “in the text; however, in the commentary it is not clear what he read”
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg38. (2006)
2- يشكك في قراءة أمبروسيوس في تيموثاوس الثانية 2: 4 :-
يقول جان كرانز :
[ التعليق " يتجند لله Nemo militans deo " في تيموثاوس الثانية 2: 4 (يقول إيرازموس) : " قراءة الله أضيفت إلى يتجند ".... يلاحظ إيرازموس في طبعة 1516 أنها أضيفت في نص تفسير أمبورسيوس " أمبروسياسترadditurapud Ambrosium " ، لكنه يعدل هذا في طبعة 1519 قائلا " لكنها غير موجودة في التفسير .]
ملخص الاقتباس أن إيرازموس لاحظ وجود قراءة " يتجند لله" موجودة في اقتباس لأمبروسيوس ، لكن أمبروسيوس أثناء تفسيره لهذا الاقتباس لم يذكر لفظة " لله " وبالتالي فهي مشكوك فيها .
[the annotation ‘Nemo militans deo’ on 2 Tim 2:4 )on the reading ‘deo’... added to ‘militans’)... Erasmus notes in 1516 that it is added in Ambrose’s (Ambrosiaster’s) commentary (“additurapud Ambrosium”), but he modifies this in 1519 by saying “but not in the explanation” (“non tamen in interpretatione”)]
Beyond What Is Written, Erasmus and Beza as Conjectural Critics of the New Testament, by Jan Krans, pg38. (2006)
سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه، ومداد كلماته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق