Translate

الاثنين، 25 نوفمبر 2019

الغنم والكلاب...قصة قصيرة




الغنم والكلاب...قصة قصيرة


عبد السلام  , يحب مهنة رعي الأغنام , ورغم أنه لم يمارس هذه المهنة  قط إلا أنه دائم التشدق بأنه خبير دولي في الأغنام  وأن أمه ولدته في مراعي أثيوبيا !


ذات يوم جاء رجل حسن الهيئة اسمه عبد الخشبة ,رأي في عبد السلام بلاهة لا تخطئها العين , فتحسس شاربيه بسبابته ثم دخل عليه وقال :

تشتري مني هذه الشاة ؟

أعجبت الشاة عبد السلام المولع بالأغنام , واشتراها . وضع عبد الخشبة المال في جيبه وانصرف مسرعا بسيارته وهو يتبسم ابتسامة توم عندما يصنع فخاً لجيري, لم يكن ما باعه لذاك الأخرق سوى كلب !  نعم كلب !

عبد السلام اشترى كلباً وهو يظنه شاة ! خدعه عبد الخشبة وباعه كلبا مستغلاً حماقته.

لما انصرف عبد الخشبة قال في نفسه :

هذا الأخرق , لم يدر بأنه اشترى كلبا , فلماذا لا أخدعه مرة أخرى وثانية وثالثة ؟

في صبيحة اليوم التالي , جاء عبد الخشبة بسيارة ملآنة كلاباً ! , ثم دخل على عبد السلام ورمى عقب سيجارته بعد أن انتزعه انتزاعا من بين شفتيه المكتنزتين بالسواد, وقال :

صباح الفل على الخبير الدولي, عندي عربية كلاب , إحم إحم , أقصد عربية غنم , تحب تشتري ؟ والسعر سبيشيال !

اشترى عبد السلام سيارة الكلاب ظناً منه بأنها أغنام !

مضى عبد الخشبة لحال سبيله , ولم ير عبد السلام وجهه بعد ذلك أبداً,  وضع عبد السلام الغنم داخل حظيرة مغلقة , ثم ذهب للنوم .

وضع عبد السلام إحدى قدميه على الأخرى فوق ذاك السرير النحيل الذي تعلوه مرتبة أكل عليها الدهر وشرب , وبعد ان استغرب من تلك الخطوط الجافة  الموجودة على ساقيه ناسيا بأنه لم ينظف نفسه بعدما قضى حاجته  في الخلاء كعادته دائما , قال في نفسه :

سأدعو أقاربي لأتباهي بقطيع الأغنام أمامهم .

وقد كان , ففي الصباح جاء أقارب عبد السلام , وجلسوا في حوش الحظيرة , أما عبد السلام فقد وقف أمام باب الحظيرة وقرر أن يخرج لهم خروفا خروفا لا أن يريهم  القطيع كاملا دفعة واحدة , هكذا شعر بأنه سيستمتع أكثر , نظر إليهم وقال :

الآن سأسحب الخروف الأول من الداخل وأريكم إياه .

وقد كانت المفاجأة ," ما هذا ؟  هذا كلب أيها الأحمق !"

نزلت كلمات الأقارب على عبد السلام نزولاً ذكره بيد معلمه الثقيلة  أيام المدرسة حين كان يستعمل قفا عبد السلام كمفركة يفرك فيها يديه أيام الشتاء !

صعق عبد السلام , وتلعثم , ونزل لعابه على ذقنه , في الواقع كان نازلاً قبل ذلك باستمرار , عفواً أظن الذي كان نازلا قبل ذلك مصدره أنفه, الذي يبدو لي أنهما شيئان نازلان , ثم إن ما ينزل من أنفه مع ما يخرج من فمه مع خطوط البول الجافة على ساقيه شكلت صورة لعبد السلام تلائم تلك البلاهة التي حفرت لنفسها بأظافرها مكاناً دائماً في وجهه.

استجمع الرجل قواه , وقرر أن يريهم خروفا ثانيا , فأدخل يده في الحظيرة وسحب خروفا ثانيا من أذنيه , وكانت الصاعقة مجددا , إنه كلب وليس خروف , هكذا صرخ أقاربه للمرة الثانية .

أخرج لهم عبد السلام كل ما في الحظيرة , وصعق لما عرف بأن جميع ما عنده كلاب .

ودعه أقاربه بعدما بصقوا عليه, ثم أعطوه صورة لخروف حقيقي , وقالوا له :

عزيزنا عبد السلام , هذه صورة لخروف حقيقي , عندما تشتري شيئا له أذنين مجددا فانظر هل يشبه ما في الصورة أم لا , حتى لا تخدع مرة أخرى .

الذي حدث أن صورة الخروف الأصلي ضاعت من عبد السلام , ومضى زمن طويل , حتى نسي عبد السلام الصورة ,وجاءه عبد الخشبة مرة أخرى , وأين سيجد مغفلاً أحسن من هذا , وعرض عليه كلباً مرة أخرى !!

لكن هذه المرة مع بعض التغييرات , فقد قرر عبد الخشبة أن يبيعه كلبا أجمل من باقي الكلاب السابقة , كلبا مدرباً جيداً , وفي عنقه طوق جميل , وعضلاته قوية .

لما رأى عبد السلام عبد الخشبة قال له :

انصرف عني أيها المخادع لا أريد منك شيئا ً مجددا ً

لكن ذكاءه الألمعي جعله يبتلع ريقه ويهرش في شعره ويفكر في نفسه ويقول :
" ولكن هذا لا يشبه الكلاب السابقة , بالتأكد هو خروف , إنه أجمل من الكلاب السابقة ويختلف عنها كثيرا في اللون الحجم والنظافة , إنه خروف "


واشترى عبد السلام الكلب مرة أخرى !!!

ملاحظة : لفظة الكلب في الجملة الأخيرة تصح وصفاً لعبد السلام ووقتها تعرب " صفة منصوبة" وفي نفس الوقت تصح أن تعرب مفعولا به .

.....

- عبد السلام الذي تجتمع في وجه إفرازات أنفه وفمه ولا يستبرئ من بوله = المسيحي المتشبث بالنص السكندري
- عبد الخشبة = الرمال
-الكلاب= المخطوطات المكتشفة
-الكلب الجميل = النص السكندري
-أقارب عبد السلام = علماء النقد النصي .

بالرغم من أن النقاد النصيين أكدوا للمسيحي أن المخطوطات التي اكتشفت مزورة ( النص البيزنطي والنص الغربي يشكلون معا 99% من مخطوطات العهد الجديد, وهما مزورتان في وجهة نظر المؤمن بالنص السكندري), رغم إدراكه بأن الأمة المسيحية استغفلت طيلة 1500 سنة وتبنت نصوص مزورة , لأن النص البيزنطي والغربي هما المهيمنان على العالم منذ 1500 سنة ,إلا أنه مازال يثق في مكتشفات الرمال !  وما زال يثق في قدرة نفسه وقدرة أمته المسيحية على المحافظة على نص صحيح !

كيف تثق في النص السكندري وتعتبره هو الأصل وأنت اكتشفته في الرمل ولا تملك صورة الأصل حتى تقارنه به ؟

أليس من الوارد أن تكون الأمة المسيحية التي استغلفت مرتان ( بيزنطي وغربي) استغفلت مرة ثالثة ( نص سكندري )؟


بعضهم لديه ولع بالبردية 75  والفاتيكانية , يعتبر نصهما أفضل النصوص , وهذا يعني أنه اعترف بثلاث عمليات تزوير ( تنقيح) :

1- النص الغربي مزور .,,,أكثر من نصف مخطوطات العهد الجديد
2-النص البيزنطي مزور....90% من المخطوطات اليونانية , و تقريبا 100% من مخطوطات العهد الجديد من بعد القرن الثامن .
3- المخطوطات السكندرية الأخرى غير الفاتيكانية والبردية 75 مزورة , (لأن تلك السكندريات الأخرى تخالف التحالف المذكور في الكثي رمن القراءات فلابد أن يكون الثاني مزور طالما الأول صحيح).

وبالتالي فهو لم يعد يدافع عن مخطوطات العهد الجديد ....بل أصبح يدافع عن مخطوطتين فقط من إجمالي 22 ألف !!

هو أصبح يدافع عن المربع الأخضر الفاتح الصغير في الصورة , بعد أن اعترف بأن كل محيطه مزور , وأنا أقول :

[[ كيف سنثق فيما يقدمه لنا عبد الخشبة (الرمل) , وفيما تقدمه لنا أنت يا من استغفلت 3 مرات (عبد السلام , المسيحيون), أليس من الوارد أن تكون هاتين المخطوطتين مجرد كلب وإن كان أفضل من الباقين ؟]]




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق