Translate

الخميس، 19 أبريل 2018

التعايش السلمي مع التحريفات

التعايش السلمي

عندما يصاب شخص بمرض عضال - أسأل الله العافية للجميع- فهو يتكيف ويتعايش ويتأقلم معه .
لقد أصيب نص العهد الجديد بمرض الاختلافات الكثيرة الهامة ,المسيحيون الدارسون الذين يعرفون هذه المشكلة , يعرفون جيدا أن نصهم ( النص المستلم) ممتلئ بالنصوص المزيفة .
فماذا فعلوا ؟ قرروا أن يتعايشوا , لا أنسى , وكذلك الإخوة البالتوكيون , ذلك اليوم الذي قرر فيه أحد تلامذة القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير , والذي يعتبر من المتخصصين في هذا المجال , أن يعلن في غرفة مليئة بالمسيحيين نماذج من هذه القراءات المزورة, فتم طرده من الغرفة , وتبرأ منه( بشكل ما) سيده بسيط.
كيف تعايش الدارسون مع هذه النصوص التي ثبت وفقا للقواعد النقدية أنها مزورة ؟
تعايشوا بطرق كثيرة من أشهرها مثلا التراجع عن خط الدفاع عن كل كلمة وكل نص إلى خط دفاعي متأخر , الدفاع عن المضمون العام للرسالة , بمعني :
(هو نص الثتليث في يوحنا الأولى 5-7 مزور ؟ إيييييه يعني , عندنا نصوص تانية كتير بتثبت التثليث )
أقسم بالله أن لله خلقا يقولون بهذا . ولله في خلقه شئون
ومن طرق التعايش ايضا طريقة:
( هذا مبدؤه وهذا منتهاه)
بمعني أن هناك من يقول :
" هذه فقط هي كل مشكلات العهد الجديد, لا يوجد مزيد من التحريفات , وبالتالي فيمكننا الوثوق في المتبقي من النصوص التي لم يطالها التزوير"
لا تستغرب , والله العظيم هناك من يقول بهذا , بل هذا هو الرأي السائد بين المسيحيين الدارسين العرب.
, يقول هذا الأمر شخص كان قبل بضعة أعوام لا يعرف شيئا من هذه المشكلات حتى تقيئتها الرمال بالصدفة !!
( اكتشاف المشكلات بالصدفة) لم يخلق في جمجمة هذا القائل احتمالية أن ما خفى كان أعظم !
يا طيب , مشكلات العهد الجديد الهامة على أقل تقدير شملت 18% من نصوص العهد الجديد, مع الشهامة على رأي اللي قالها .
الطيب: إنشالله يكونوا 19% , ولا يفرق معانا.
فعن هذه الأخيرة أكتب,,,,
بالطبع توجد ردود كثيرة على هذه النقطة , منها نماذج المشكلات النصية التي كانت القراءة الصحيحة باقية في 1% من المخطوطات , والقراءة المزورة انتشرت في 99% من المخطوطات الأخرى , ومن هذه النماذج هي كل مثال خالف فيه ( نص الاغلبية , وهو النص الموجود في أغلب المخطوطات) ل ( النص المستلم , وهو النص الحالي المنتش بين المسيحين), وهي كثيرة بشكل يكفي لإثبات نقطة البحث
وليام باترسون يصرح بوجود مبدأ أساسي في النقد النصي وهو احتمالية أن ينتشر الفساد في الأغلبية العظمي من المخطوطات وتبقى القراءة الصحيحة محفوظة في العدد القليل فقط من المخطوطات , ويقدم مثالين على ذلك من الدياطسرون يؤكدان اختفاء القراءة الصحيحة من جميع مخطوطات عائلة دياطسرونية وتبقى في مخطوطة واحدة فقط !
يقول :
] مبدأ ثاني رئيسي بخصوص ( قراءة الأغلبية) , أتكلم رقميا, ليس لها قيمة أعلى من أي قراءة أخرى, وذلك لأن هذه الأغلبية, وأنا أكرر, ربما كانت ناشئة من مخطوطة فاسدة ,في الوقت الذي ربما تتعتبر فيه المخطوطة الوحيدة شاهد لمخطوطة(سابقة) غير فاسدة .19
-----------------
19. مثال لهذه الظاهرة في العائلة الدياطسرونية موجود في (الدياطسرون) الإيطالي الوسيط, حيث توجد عائلتان مخطوطيتان واحدة باللهجة الفينتيانية والثانية باللهجة التوسكانية.
الفتنتيانية تتوفر منها مخطوطة وحيدة, بينما التوسكانية تتوفر منها 26 مخطوطة. لكن عند مقارنتهما مع الشواهد الأخرى للدياطسرون – من اللغات الأخرى- نجد أن الدياطسرون باللهجة الفنتيانية يحتوي على عدد أكبر من القراءات الدياطسرونية – الأصح من الفنتيانية-. انظر دارسة ( الدياطسرون وإفرايم السرياني كمصادر لرومانوس الميلوديستي, وليام باترسون) حيث تم اختيار 28 فقرة تعتبر دياطسرونية –قياسية- في المخطوطة الفينتيانية الوحيدة وجدنا 9 فقرات موازية – أي موازية لهذه ال28 فقرة القياسية الصحيحة- لكن في المخطوطات التوسكانية والتي عددها 26 مخطوط وجدنا 5 فقرات موازية فقط.
في مثال ثاني , هذه المرة داخل العائلة التوسكانية في لوقا 24-37, حيث توجد تلك القراءة الفنتازية الموجودة في مخطوطة واحدة من العائلة التوسكانية, والتي تتفق مع –باقي- التقليد الدياطسروني( الشواهد الدياطسرونية الأخرى- من اللغات الأخرى- التي تدعم تلك القراءة), في مقابل باقي التقليد التوسكاني حيث 25 مخطوطة تقرأ بالقراءة الموافقة لنص العهد الجديد القانوني بالقراءة اليونانية ( الروح) [ .

[A second basic principle is that the "majority reading," speaking numerically, has no intrinsic value over any other reading for, once again, this majority may stem from a corrupt hyparchetype,18 while the single manuscript may be the lone witness to the uncorrupted archetype.19
----------------
19 An example of this phenomenon in the Diatessaronic family of texts occurs in the Middle Italian Harmonies (on these, see infra, 247-251), extant in two families of manuscripts, one in the Venetian dialect, the other in the Tuscan. The Venetian survives in a single manuscript, the Tuscan in 26 manuscripts. Yet, when compared with other Diatessaronic witnesses, the single manuscript in the Venetian dialect (the "Venetian Harmony") preserves a greater number of Diatessaronic readings. See W.L.
Petersen, The Diatessaron and Ephrem Syrus as Sources of Romanos the Melodist, CSCO 475 (Louvain 1985), 35-36; 159. In this study, 28 passages were deemed Diatessaronic; 9 were paralleled in the single Venetian manuscript, while only 5 were paralleled among the twenty-six Tuscan manuscripts.
In another example-this time within the Tuscan family, at Luke 24.37- it is the reading fantasima, which is found in only one manuscript in the Tuscan family, which agrees with the Diatessaronic tradition (the other Diatessaronic witnesses with the reading are presented infra, 229); the rest of the Tuscan tradition-25 manuscripts in all-reads spirito, which agrees with the canonical Greek reading pneuma .]

Tatian's Diatessaron, its Creation, Dissemination, Significance, and History in Scholarship., By William L. Petersen.,pg13
وبالتالي :
بما أنه يمكن للقراءة الأصلية أن تختفي من الأغلبية العظمى من الشواهد , ولا يبقى داعما لها سوى أقل القليل , وينتشر التحريف في الأغلبية العظمى من الشواهد
إذن :
ألا يفتح هذا الباب لاحتمالية حدوثه على نطاق أوسع في فترة ضعف العهد الجديد( الفترة المبكرة المظلمة مخطوطيا) ( فترة قلة الانتشار)؟؟
أقول بأن التعايش هو شاهد قوى لقوله تعالى :
( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك)

هناك تعليق واحد: