الجمعة، 28 يونيو 2019

تأثير الخلاف الكاثوليكي الأرثوزكسي على نص العهد الجديد


بسم الله االرحمن الرحيم


تأثير الخلاف الكاثوليكي الأرثوزكسي على نص العهد الجديد

بعد مجمع خلقدونية الشهير انقسمت الكنيسة حول طبيعة المسيح لقسمين :
(1)  قسم يقول بأن المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة (الأرثوزكس)
(2)  قسم يقول بأن له طبيعتان ومشيئتان

-        مذهب الأرثوزكس هو أن لا تنسب الأفعال البشرية للناسوت فقط , ولا تنسب الأفعال الإلهية للاهوت فقط , بل الإله المتجسد هو الذي أكل وشرب  , الإشكالية في هذا المذهب هو أنه يجعل الله له صفات بشرية , حيث أنه يجعل الجسد هو جسد الإله نفسه , وليس مجرد حلول أو التصاق أو مصاحبة , بدليل أن ما يقع على الجسد ينسب للإله , وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إن كان الجسد جسده :
(وكان نتيجة هذا الإتحاد العجيب هو الإله المتأنس الذي يجمع بين صفات الطبيعة الإلهية وصفات الطبيعة البشرية)
كتاب حتمية التجسد الإلهي - كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس - سيدي بشر – الإسكندرية 41- ما معنى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين؟
الإله هنا اكتشب صفات بشرية , بمنتهى الوضوح , صار له جسد , عنده جسد, ليس فقط حلول بداخله كما يؤمن النساطرة.
-        مذهب الكاثوليك مشكلته الناتجة عن الفصل بين الإله والجسد , هو إسقاط عقيدة الفداء والصلب , فإن كان الذي مات على الصليب هو الناسوت وليس الإله المتجسد فإنه وقتها لم يفد الله العالم , لم يبذل الله ابنه الوحيد , بل الذي بذل على الصليب كان مجرد إنسان , كما أنه وفقا للكتاب فإن الإنسان لا يحمل ذنب إنسان بل كل إنسان بخطيته يقتل.

فهما بين مأنس للإله من أجل تحقيق الفداء , وبين رافض للتأنيس لكنه دمر الفداء.

هذا الأمر كان له صدى في المخطوطات , وجدت محاولات من النساخ لإضافة وحذف ألفاظ من أجل دعم أو طمس أدلة عقيدة ( الطبيعة الواحدة ) و (الطبيعتين )
مثال  متى 28 : 6
6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا،لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.

  انظر الجدول , حيث اختلفت المخطوطات فيما بينها حول هذا النص على ثلاث قراءات:



  

المطالع للأدلة الأرثوزكسية بخصوص إثبات عقيدة الطبيعة الواحدة سيجدها تنحصر في :
( توجد نصوص في العهد الجديد تنسب الأعمال الواقعة على الجسد تنسبها إلى الرب , وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إن كان الناسوت ناسوته وإلا ما نسب ما وقعه عليه إليه )
مثل :
(لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد : نسب الصلب لرب المجد رغم أن المصلوب هو الناسوت , ولولا أن الجسد جسده ما نسبه إليه , دل على وحدة الطبيعة .) وعلى هذا فقس
هنا في متى 28 : 6 نجد تأثير الصراع الكاثوليكي الأرثوزكسي بخصوص عقيدة (وحدة الطبيعة) على النص. فبسبب الاختلاف الحاصل بين المخطوطات حول لفظة (الرب) فيمكننا أن نقول إما أنها إضافة أرثوزكسية أو حذف كاثوليكي , الإضافة بهدف جعل النص ينسب الاضطجاع للرب , مع أن الذي اضطجع هو الناسوت , أي أن ما يقع على الناسوت ينسب للاهوت وبالتالي هناك وحدة طبيعة بين اللاهوت والناسوت , والحذف بهدف حرمانهم من ذلك .
ولفظة (جسد) هي إضافة كاثوليكية هدفها حرمان الأرثوزكس من أحد أدلتهم على وحدة الطبيعة , فالذي كان راقدا هو جسد الرب وليس الرب , حيث تحول النص , بدلا من أن يقول :
(الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.) = الرب مضطجع
(الَّذِي كَانَ جسد الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.)= الرب لم يضطجع.
 فالكتاب لم ينسب (ما يقع على الجسد للرب) وهي حجة الأرثوزكس الرئيسية في إثبات وحدة الطبيعة .


فيما يلي تفصيل بالمخطوطات الداعمة لكل قراءة










الحمد لله رب العالمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق