الجمعة، 10 مايو 2019

مدخل إلى النقد النصي للعهد الجديد (2)



مدخل إلى النقد النصي للعهد الجديد(2)

تحميل المحاضرة فيديو 
تحميل المحاضرة مكتوبة

هذه المحاضرة مترجمة عن كتاب (نص العهد الجديد لنستل ألاند)
The text of the new testament.,by kurt aland&Barbara aland

إصدارات العهد الجديد
1.    من إيرازموس إلى جريسباخ

في بداية القرن السادس عشر ظهر إصداران : اكتملت طباعة العهد الجديد في العديدة الكمبلوتية the Complutensian Polyglot في 10 يناير 1514م ، ونسخة Novum Instrumentum Omne لديسيديريوس إيرازموس ، عالم الإنسانيات العظيم في روتردام، تم نشرها في السوق في بازل بواسطة جوهان فروبن في 1 مارس 1516م. بالرغم من أن نسخة إيرازموس قد صنعت متأخرة عن نظيرتها ، إلا أنها اشتهرت بأنها أول نسخة مطبوعة للعهد الجديدد اليوناني، محققة بذلك هدف المحرر والناشر القائمين عليها .
كان كلاهما على دراية بأن فرانشيسكو زيمينس ديسيزنيروس(1437م-1517م)، كاردينال ومطران طليطلة، قد حصل على إذن نشر الكتاب المقدس متعدد اللغات 1، علماء جامعة " قلعة هينارس" الإسبانية (بالرومانية كمبلوتم، ومنها الاسم العديدة الكمبلوتية) ، والذين ذكر الكاردينال جهودهم ، كرسوا سنوات عديدة لهذه المهمة .

اكتمل المجلد الأخير من النسخة متعددة اللغات في 10 يوليو سنة 157م، قبل موت زيمنيس بقليل، ولكن نشر النسخة ككل تأخر حتى 22 مارس 1520م، حين حصلوا على الإذن البابوي (بعد ما تم اعادة المخطوطات المستعارة من مكتبة الفاتيكان إلى روما).
هوية هذه المخطوطات (على الأقل الخاصة بالعهد الجديد) غير مؤكدة ، لكن المصادر التي استعملها إيرازموس معروفة.
 لقد أخذ المخطوطات المتاحة له في بازل لكل قسم من العهد الجديد ( الأناجيل ، الأعمال ]الأعمال والرسائل الكاثوليكية[ ، رسائل بولس، والرؤيا، أدخل عليها التصحيحات التي رآها ضرورية ، وأرسلها مباشرة إلى المطبعجي ، الذي تعامل مع هذه المخطوطات كأي نسخة عادية جاهزة للطباعة. الشاهد على هذه العملية التي لا تصدق يمكن فحصه بكامل تفاصيله (قارن اللوحة رقم2) في مخطوطتين محفوظتين في مكتبة الجامعة .
لم يكن إيرازموس قادرا على إيجاد اي مخطوط لسفر الرؤيا في بازل، لهذا استعار واحدة من صديقه جوهان ريوكلن. وبسبب أن الجزء الأخير فيها مشوه، قام إيرازموس ببساطة بترجمة مقطع الرؤيا 22: 16: 21 من اللاتينية مرة أخرى لليونانية (متسببا في العديد من الأخطاء).
في الحقيقة فإن الإصدارات المنشورة منذ إيرازموس اتسمت بأنها تحوي نفس النص الموحد بلا معنى، النص الذي نشره كولينايوس Colinaeusسنة1534م وهو أول إصدار بعد إصدارات إيرازموس الخمسة(المراجعة باستمرار)، يظهر العديد من الاختلافات معه، بعضها مأخوذة من النص الكومبلوتي(راجع ص 3 أعلاه)وبعضها بسبب استعمال مخطوطات أخرى.
بعد إيرازموس، فإن أعظم تأثير قد حدث في القرن السادس عشر قد تم بواسطة روبرت إيستن(اسطفانوس 1503-1559) في فرنسا، وفي القرن السابع عشر بواسطة دار  إلزيفر للنشر في هولندا. أكثر الطبعات تأثيرا من طبعات اسطفانوس كانت الطبعة الملكية the Editio Regia لسنة 1550 3 وإصدار سنة 1551 (إصدار أصغر، إصدار 1550م كان في مطوية). في الأصدار اللاحق تم تقسيم إصحاحات العهد الجديد لأول مرة لنصوص. نجاح دار إلزيفر للنشر في ليدن، والتي أنتجت إجمالي سبعة إصدارات(1624-1678)، ربما يرجع إلى الطباعة المتخصصة ، الشكل المبهج، والتسويق الناجح (راجع أعلاه). لقد أنتجوا بشكل رئيسي نص بيزا.
هذه هي الإصدارات المميزة في القرنين السادس عشر والسابع عشر. لكن يجب أيضا أن ننتبه إلى النسخ متعددة اللغات في تلك الحقبة ، أي إصدارات الكتاب المقدس التي قلدت النموذج الكمبلوتي بطباعة ليس فقط النصوص الأصلية العبرية واليونانية مع اللاتيني ، لكن بتقديم  الترجمات القديمة ايضا بمحاذاتهم.
كعديدةأنتويرب (1569-1572، ثمان مجلدات مطوية) العديدة الباريسية(1629-1645،عشر مجلدات مطوية)، والعديدة اللندنية بواسطة براين والتن (1655-1657، ست مجلدات مطوية) أجزاء منها مثل ..النص السرياني، ما زالت ذات أهمية إلى اليوم.
هذه الإصدارات متعددة اللغات4 تكشف حجم الجهد الكبير الذي كرس لعمل نص العهد الجديد، ومع ذلك بدون نجاح حقيقي. لم يزل الوضع غير قادر على التقدم الحقيقي بعد طالما بقى النص المستلم هو النص الرئيسي وينظر إليه باعتباره ممثل الأصالة والقانونية . مضى زمان القرن الخامس عشر حين كان نص الفولجاتا مقبولا كنص كافي5.
كل لاهوتي في القرن السادس عشر والسابع عشر (وليس فقط علماء التفسير)عملوا من نسخة يونانية للعهد الجديد اعتبرت "نصا موحى به".
هذه الفكرة الخاصة بالوحي الحرفي (أو  وحي وعصمة النص الحرفية) التي يعتنقها بشدة أتباع التقاليد البروتستانتية القويمة طبقت على النص المستلم بكل أخطاؤه، بما في ذلك التعديلات النصية ذات السمات الثانوية الواضحة (كما نسيمها اليوم).
حتى الآن حدث تقدم كبير منذ اليوم الذي بنى فيه إيرازموس نص إصداره على خمسة مخطوطات أو أقل.
العديدة اللندنية استعملت مخطوطة أحرف كبيرة مهمة ، المخطوطة السكندرية (A ) . جون فيل،كبير كهنة كنيسة المسيح ، ثم بعد ذلك أسقف أكسفورد استعمل أكثر من مائة مخطوطة وكل الترجمات الموجودة داخل نسخة العديدة اللندنية لنسخته من العهد الجديد اليوناني سنة 1675، وأضاف إليها القبطية والقوطية.

النقد الغير مباشر للنص المستلم فشل في إحداث أي تغييرات فيه، بل زاد نفوذه. في بداية 1672 بدأ البروفيسور جوهان سوبارت Johann Saubert 7 بدأ في جمع القراءات المختلفة لكن التأثيرات المباشرة لهذا الأمر لم تظهر على النص المستلم إلا في القرن الثامن عشر.
ثم إن القراءات التي وجدت في المخطوطات والترجمات ليس فقط جمعت في الأدوات النقدية المتزايدة وذات السمة المقارنة  لكنها أيضا في بعض الأوقات تم تحديد قراءة معينة كقراءة أفضل من التي في النص أو حتى دخلت للنص لتصحيح النص المستلم .
كان الإنجليز أول من بدأ في هذا الاتجاه : إصدار جون ميل John Mill  1707  ، اقتراحات ريتشارد بنتلي Richard Bentley سنة 1720 ،  إصدار إدوارد ويللز Edward Wells  ودانيال ماس Daniel Mace في 1709-1719 و1729( التي أجرت تبديلات في النص المستلم في مجموعات  كاملة من الفقرات).
أخذ العلماء الألمان بينجل وجريسباخ  القيادة بعد ذلك ،وكذلك ويتستن ، عالم سويسري يعيش في هولندا. جوهان ألبرت بينجل Johann Albrecht Bengel  (1687-1752) بما لا يمكن إنكاره أعاد طباعة النص المستلم في إصداره سنة 1734م (لم يبن عمله على إصدار وحيد كما فعل أغلب العلماء قبله وبعده ،بل اعتمد على العديد من الإصدارات، واختار القراءات التي رآها الأفضل).
لكنه قسم كل قراءة في الأداة النقدية بطريقة معينة بحيث أول درجتان هما مراجعة شكلية للنص المستلم (α= القراءة الأصلية بتأكيد كامل ، β= قراءة أفضل من النص المستلم لكن بتأكيد أقل). في سفر الرؤيا شرع بنجل في تحرير نص جديد ومتقدم لحد ما مقارنة بزمنه ، معطيا اهتماما خاصا للمخطوطة السكندرية (A) وتفسير سفر الرؤيا لأندريا القيصري.
جوهان ويتستن Johann Jakob Wettstein (1693-1754) ألقى الظلال على عمل بنجل وذلك من خلال إصداره سنة 1751-1752 (راجع اللوحة رقم 5) ، مع عدد مضاعف من مخطوطات العهد الجديد لم تستعمل من قبل، وجمع أداة نقدية  بها العهد الجديد الذي في كتابات المؤلفين اليهود والوثنيين والتي مازالت مفيدة إلى اليوم.
وقدم أيضا نظام لرموز المخطوطات، جاعلا رموز مخطوطات الأحرف الكبيرة  بحروف كبيرة ومخطوطات الأحرف الصغيرة تكتب بالأرقام العربية.هذا النظام استعمل في المجال إلى سنة 1908، عندما قام كاسبر رنيه جريجوري Caspar Rene Gregory بتطويره إلى الشكل المستعمل الآن ( ومع ذلك بدون تغيير مبادءه الأساسية).
جوهان يعقوب جريسباخ Johann Jakob Griesbach (1745-1812) بعد ذلك نقل إصدارات القرن الثامن عشر إلى أفضل صورها في إصداره سنة 1775-1777م (الإصدار الثاني 1796-1806). بالرغم من أن تأثيره كان استثنائيا ( كمثال محتذى للمحررين الذين تلوه)، لكنه اليوم يواجه خطر الوصف بالمبالغة. صحيح أنه رائد النقد الإزائي ، لكن النظرية التي طورها ثبت أنها غير ملائمة . صحيح أنه تكلم عن الأشكال الثلاثة للنص (الغربي ، السكندري، البيزنطي)كما نستعملها اليوم ، لكنه كان في هذا الأمر معتمدا على جوهان سالومو سيملر Johann Salomo Semler، الذي بدوره اعتمد على بنجل.
صحيح أن جريسباخ غير النص المستلم ، لكنه من الصعب أن نتجاهل عمدا تغييرات القراءات التي اقترحها وسجلها بينجل في طبقتيه  (حتى ويتستن ، الذي أدخل قراءاته المفضلة إلى النص المستلم الذي طبعه مع أداته النقدية، اقترح تغييرات أقل من بنجل).

المبادئ الرئيسية للنقد النصي التي حافظت على أهميتها إلى اليوم هي في الواقع من تأسيس بنجل8.
يستحق إكليل الغار عن القرن الثامن عشر 9.


------

نبذة سريعة عن نص إيرازموس

نسخة الفانديك العربية الشائعة اعتمدت على نص إيرازموس:


·       دكتور غسان خلف في كتابه (أضواء على ترجمة البستاني -فانديك) ص11 :

(لقد تبعت ترجمة "البستاني-فانديك" النص اليوناني المسمى "النص المقبول" الذي جمع مخطوطاته اليونانية العالم إراسمس، ونشره في سويسرا سنة 1516م.

بنى إراسمس النص اليوناني الذي نشره للعهد الجديد على مخطوطات يونانية يرجع تاريخها إلى الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر إلى الرابع عشر، لذا تعتبر مخطوطات متأخرة . وحيث أن أيدي النساخ قد تداولتها جيلا بعد جيل، فإن نصوصها تعتبر أقل نقاوة ودقة من المخطوطات اليونانية الأقدم والتي تعود إلى القرون المسيحية الأولى. وعن النص ذاته الذي نقل عنه مترجمو "البستاني –فانديك" أي " النص المقبول" نقلت ترجمة الملك جايمس KJV الشهيرة.)


قال بنفسه عن نسخته :
] قمت بترجمة النص اليوناني كما هو سواء كانت القراءة صحيحة أو غير صحيحة [
] لم أسع لعمل نص صحيح ، إنما قمت فقط بالترجمة بأمانة لما عثرت عليه من مخطوطات [
] شرعت في ترجمة المخطوطات اليونانية وليس تصحيحها [
] لم أسمح لنفسي أن أضيف النصوص الناقصة إلى النص اليوناني[
] ما زلت أرى أن الفولجاتا هي النص المقدس للكنيسة [
] لقد أكملت مهمتي بتوضيح الناقص ، وتوضيح شكوكي في الهامش ، ولن أتحمل مسئولية تغيير شئ بنفسى [
] أنا لا أتحمل مسئولية تحديد القراءة الصحيحة ، ليقم القارئ بذلك بنفسه إن عثر على القراءة التي يراها صحيحة في مكان ما[
] طلبت من أصدقائي أن يستبدلوا مقطع الرؤيا 22: 16-21 من نسختي  بنظيره من نسخة  ألدين التي نشرها حديثا [

وقالوا عنه :

] لم يصحح إيرازموس نص المخطوطات اليونانية التي عثر عليها [
] قرر أن يطبع النص اليوناني كما وجده دون أن يقوم بمراجعة شاملة للنص [
] النص الذي طبعه إيرازموس لا يعكس بالضرورة القراءات التي يراها هو صحيحة .[
] كان إيرازموس على دراية بالطبيعة المؤقتة للنص الذي بنسخته [
]لقد كرر مرارا أنه لم يفعل شيئا سوى ترجمة نص المخطوطات بغض النظر عن رأيه في جودتها[


·       رسم توضيحي يظهر ترك إيرازموس لنص المخطوطات اليونانية دائما بدون تغيير حتى لو عرف أن هناك مشكلة نصية فيه " Text–critical problem" سواء كانت :

1-    فساد متعمد ‘Corruption
2-    خطأ عفوي error




هيمنة النص المستلم
ظل النص المستلم مهيمنا على نسخ الكتاب المقدس المطبوعة بكل اللغات تقريبا ، إلى القرن التاسع عشر في أوربا ، ومازالت نسخة الفانديك الإيرازموسية هي المهيمنة في عالمنا العربي إلى اليوم رغم أن كل النسخ العربية المطبوعة منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريبا هي نسخ نقدية 

·       كان يتعبر كلمة الله المعصومة والنص المحافظ على أدق تفاصيل الوحي ، يقول كورت ألاند:

(يمكننا أن نقدر بشكل أفضل الكفاح  من أجل التحرر من هيمنة النص المستلم عندما نتذكر أنه في تلك الفترة كان يشار إليه باعتباره محافظا حتى على أدق تفاصيل الوحي وكلمة الله المعصومة نفسها .)
(We can appreciate better the struggle for freedom from the dominance of the Textus Receptus when we remember that in this period it was regarded as preserving even to the last detail the inspired and infallible word of God himself) The text of the new testament.,pg6


·       كان يشار إليه باعتباره نصا موحى به في القرن السادس والسابع عشر من كل اللاهوتيين والعلماء ، يقول كورت ألاند:
]هذه الإصدارات متعددة اللغات8 تكشف حجم الجهد الكبير الذي كرس لعمل نص العهد الجديد، ومع ذلك بدون نجاح حقيقي. لم يزل الوضع غير قادر على التقدم الحقيقي بعد طالما بقى النص المستلم هو النص الرئيسي وينظر إليه باعتباره ممثل الأصالة والقانونية . مضى زمان القرن الخامس عشر حين كان نص الفولجاتا مقبولا كنص كافي9.
كل لاهوتي في القرن السادس عشر والسابع عشر (وليس فقط علماء التفسير)عملوا من نسخة يونانية للعهد الجديد اعتبرت "نصا موحى به"[
[These polyglots8 attest how much effort was devoted to establishing the text of the New Testament, although with no real success. Yet no real progress was possible as long as the Textus Receptus remained the basic text and its authority was regarded as canonical. The days of the fifteenth century were long past, when the text of the Latin Vulgate was accepted as sufficient.9 Every theologian of the sixteenth and seventeenth centuries (and not just the exegetical scholars) worked from an edition of the Greek text of the New Testament which was regarded as the "revealed text."]
The text of the new testament.,pg6

·       بالرغم من ظهور نسخ أفضل منه مثل نسخة فيل في القرن السابع عشر ونسخة بنجل في القرن الثامن عشر إلا أن نفوذه في تلك الفترة قد زاد ، ولم تؤثر هذه النسخ شيئا ، يقول كورت ألاند تعليقا على الانتقادات الغير مباشرة التي وجهتها تلك النسختان للنص المستلم:

(لكن هذا النقد الغير مباشر للنص المستلم فشل في إحداث أي تغييرات فيه. بل زاد نفوذه)
(But this indirect criticism of the Textus Receptus failed to produce any changes in it.)
The text of the new testament.,pg9




العملي :

قم بتحديد متى 15: 14 في المخطوطة السينائية 

صورة السينائية بأرقام الأعداد 
صورة السينائية بدون أرقام الأعداد




قم بتحديد 10 نصوص من الصورة المسجل بها أرقام النصوص
ثم قم بتحديدها من الصورة التي ليس بها أرقام


هناك 3 تعليقات: